العلاج النفسي من المستوى الثاني
يُعرَّف العلاج النفسي من المستوى الثاني بأنه العلاج النفسي الموجه نحو مرافقة الشخص في طريق انفتاحه على الجوهري الموجود في ذاته الداخلية وفي العالم.
لا تتمثل مهمته في علاج الحالات المرضية أو الأمراض النفسية أو الجسدية بقدر ما تتمثل مهمته في تسهيل المعرفة والمقاربة والشفافية على المستوى الواعي للجوهري الموجود في كل شخص.
يقدم هذا العلاج النفسي للشخص رؤية جديدة لذاته وتوجهه في العالم، ويفتحه على تجربة التسامي في الحياة اليومية. وبهذه الطريقة، يتم تفضيل تجربة الوحدة مع كل ما هو موجود، مع الواحد، مع الكل، ومع الامتلاء الذي يعطي معنى أكبر للحياة.
إنه علاج نفسي ذو طابع يوحد بين ما هو نفسي وما هو جسدي، بل يتجاوزه، حيث يُنظر إلى الشخص ويعالج من وحدة الجسد والعقل والروح. إنه ليس مجرد أسلوب جديد يُضاف إلى معرفة المعالج، بل هو طريقة جديدة لفهم العلاج النفسي وعيشه وممارسته.
ولتحقيق ذلك، يُقترح مسار تحول شخصي عميق ومزعج في كثير من الأحيان.
هناك تمزق في النماذج، الأمر الذي يتطلب اقتلاع المعتقدات المتجذرة بعمق، والذي من أجله يتم القيام بأنشطة على مستوى الفكر والعاطفة والجسد، والتي تفكك المخططات التي قام الشخص المسترشد بالتحقق من صحة حياته حتى تلك اللحظة.
ولكي تتم هذه العملية، لا بد من فترة زمنية معينة، ولهذا السبب لا تقل مدتها عن 3 إلى 4 سنوات.
تُستخدم كلمة علاج هنا بمعناها الاشتقاقي ”المرافقة على طريق الصحة“، أي بالمعنى الأعمق للمصطلح.
وبالتالي يمكننا تعريف العلاج من المستوى الثاني على أنه مرافقة المرشد للشخص ليصبح ”الجسد“ الذي هو ”الجسد“ الذي هو عليه، للوصول إلى الصحة الحقيقية والتطور الطبيعي والحكمة الحقيقية، أي التحرر من سجن الأنا.
ماذا يفيد العلاج من المستوى الثاني بشكل مباشر شخصيًا؟
أن يحظى المرء بامتياز إيجاد مرشد أو معلم لمسار حياته كلها – أن يعرف نفسه بشكل أفضل – أن يفهم نفسه بشكل أفضل – أن يكون أكثر حرية – أن يعيش بخوف أقل – أن يجعل الحياة عملاً فنيًا – أن يعطي ويعطي – أن يشارك – أن يتعلم الاندماج في الآخر دون خوف أو تقييد – أن يسمح لنفسه بأن يسترشد – أن يسترشد إلى مستواه الخاص – أن يشعر بالسلام مع نفسه – أن يتعجب من جمال العالم – أن يرتبط بجسده بطريقة مختلفة – أن يكون أكثر حرية وعفوية – أن يكون أكثر حرية وعفوية – أن يكون أكثر حرية وعفوية – أن يكون حرًا وعفويًا – أن يكون حرًا وعفويًا, أن نكون في اللحظة الحاضرة – أن نشعر بالامتلاء – أن نتعلم باستمرار – أن نتعمق أكثر في الجوهر الحقيقي الذي نحن عليه – أن نطلق كامل إمكاناتنا في العالم – أن نجد معنى في الحياة اليومية – أن نكون سعداء.
إنه يقوم على البحث عن التحرر الشخصي من التكييف والبرمجة والمخططات العميقة والأوهام التي تُبقي الشخص في مستوى من الوعي الخاضع للخوف والمعاناة.
يرافق الاقتراح العلاجي الشخص للاستقرار في الحاضر، حيث يمكن فهم الماضي وتفكيكه واستشراف المستقبل بطريقة صحية.